أهمية التواصل بين البيت والمدرسة
مقدمة:
يعتبر التعليم العامل المحرك والمنشط لحركة التغيير المطلوبة في أي مجتمع من المجتمعات، فالتعليم ضرورة لازمة بل ملحة بالنسبة للمجتمعات النامية إذا ما أرادت اللحاق بركب الحضارة الإنسانية، كما أن التعليم لم يعد هدفه محو الأمية كما كان في الماضي، بل أصبح نوعا من الاستثمار الاجتماعي للإنسان، للإفادة منه في تحقيق أهداف التغيير التي يرنو إليها المجتمع. حيث يشهد العالم الآن ثورة هائلة في التكنولوجيا والمعلومات والتقدم العلمي، بحيث أصبح التنافس بين القوى في العالم يرتكز على القوة الاقتصادية والقدرات العلمية والتكنولوجية وامكاناتها. ولمواكبة هذه المنافسة والتفوق فيها فنحن بحاجة إلى مدارس جديدة، تتميز بأنها مدرسة بلا أسوار، تكون متصلة عضويا بالمجتمع وبما حولها من مؤسسات، ومرتبطة بحياة الأفراد، ومتصلة بقواعد الإنتاج، أي مدرسة متطورة في أهدافها ومحتواها وأساليبها (أحمد: 2001 ،ص1).
إن تفحص عملية التحصيل الدراسي بنظرة تحليلية، وما يرتبط بها من عوامل عديدة تؤثر فيها بحيث تشكل الأهمية القصوى, ذلك أن معرفة هذه العوامل وآثارها على التحصيل الدراسي يمكن معرفة ما يعوق تلك العملية، ودراسة الطرائق والأساليب المناسبة لتفادي المعوقات والوصول بالتحصيل الدراسي إلى أقصى حد ممكن. ولما كان من الطبيعي أن أي إصلاح تربوي يجب أن يبدأ بمحاولة رصد الواقع بانجازاته ونواحي قصوره، كان يجب عليه أن يواكب التطور في التربية تطورا مماثلا في رفع الأداء الدراسي للوصول إلى مستوى عال من التحصيل العلمي للطلاب( حمودي: 2009،ص 9).
وفي اجتماعيات التربية يكثر استعمال جملة الظروف والمؤثرات الاجتماعية المباشرة كالأسرة والمدرسة...في تأثيرها على التفوق أو القصور الدراسي على اعتبار أنهما لا يظهران في عزلة عن تلك السياقات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية...التي تشكل المناخ التربوي العام المساعد لإفراز التفوق أو القصور الدراسي. إلا أن أهم المناخات وأكثرها تأثيرا على التحصيل الدراسي هو المناخ الأسري المتمثل في مستوى ثقافة الأسرة وإمكاناتها ومدى قدرتها على مساعدة الطالب في تحصيله الدراسي, وكذلك توفر المناخ الأسري المهيأ للتحصيل والقائم على التفاعلات الايجابية بين التلميذ ووالديه وأخوته فضلا عن الرعاية والتوجيه الايجابي الأسري للأبناء كلها لذا فهذه الظروف كلها وعوامل وجودها يؤديا معا الى تحقيق التفوق(عبد الرحمن، 2000،ص 317-318).
ترجع عوامل النجاح أو الفشل إلى جملة من الأسباب التي تعمل جميعها في كل واحد، كنسق من العوامل السببية البنيوية التي تؤثر تأثيرا غير مرئي في سلوك الطلاب واتجاهاتهم ومن ثم في نجاحهم أو رسوبهم أو انقطاعهم عن مواصلة التعليم بعد فترة معينة( علي، 1995،ص 173).
وتعتبر الأسرة الإطار الأساسي للتفاعل بين الوالدين والأبناء، فالأسرة هي المجتمع الأول الذي يواجه الطفل ويترك فيه الأثر الاجتماعي الأول، حيث تلعب الأسرة دوراً أساسياً في تكوين سمات الشخصية السوية أو المضطربة، إذ إن الطفل يعيش مع والديه ويتمثل قيمهما ومثلهما الاجتماعية، ويتوحد بهما في صورتهما المثالية من خلال التفاعل المستمر بينه وبينهما، والأسرة هي الإطار الأساسي للتفاعل بين الوالدين والأبناء، وبالتالي فإن ما يكتسبه الناشئ هو تعلم يتم عن طريق ملاحظته لسلوك أفراد أسرته وتأثره باستجاباتهم(أبوليلة:2002:ص23).
والأسرة هي أول جماعة يعيشها الطفل، وهي الوعاء التربوي الذي تتشكل بداخله شخصيته، وبهذا فهي تمارس عمليات تربوية هادفة، لتحقيق نمو الفرد والمجتمع، فالعلاقة بين الأسرة والمؤسسات الاجتماعية الأخرى وثيقة ومتبادلة، فالأسرة إلى جانب وظيفتها الاجتماعية لها أثرها على النمو النفسي والاجتماعي والعقلي، وهي تحدد بدرجة كبيرة إذا كان الطفل سينمو نموا عقليا سليما أو غير سليم، وهي مسئولة إلى حد كبير عن سماته الشخصية والفكرية التي يدخل فيها عنصر التعلم( بلبيسي:2005: ص325).
وللآباء دورهم في التوجيه والإرشاد الفكري والثقافي للأبناء، وعندما يهيئ الآباء لأبنائهم الظروف المناسبة فإن نسبة معرفتهم بالأمور تزداد، وقدراتهم العقلية تتطور ويتسع نطاق تفاعلهم الاجتماعي، ويجب على الوالدين تشجيع أبنائهم على استثمار ما لديهم من قدرات ومهارات مختلفة وتنمية هذه القدرات ليستخدموها فيما ينفعهم ويفيدهم، ويفضل أن يبدأ الوالدين بالاهتمام بهذا الجانب منذ مراحل الطفولة الأولى وما بعدها، حتى يعرف الإبن ما يدور في البيئة وما يحدث فيها وتكون لديه ملكة التفكير والحكم على الأشياء وتقديرها، وحتى يتمكن من الإضافة إلى خبراته بواسطة تشجيع الوالدين وتوجيههم العقلي والثقافي( مجلة كلية التربية، 2001،ص 175-176).
العلاقة بين المجتمع والمدرسة:
إن العلاقة بين المجتمع والمدرسة هي علاقة تبادلية يجب أن توثق حتى تخدم الطرفين الطرفين، فالمدرسة هي مؤسسة اجتماعية داخل المجتمع، وجدت لتعليم أبنائه وحفظ تراثه، وقيادته للتغيير الذي يؤدي إلى تقدمه وازدهاره، فالمدرسة وجدت لتحقيق حاجات المجتمع وتفسيرها، حيث أن تفسير البرنامج المدرسي للمجتمع أمر حيوي لتلقي الدعم منه، فالمدرسة داخل هذا الجسم الاجتماعي ليست منعزلة في وجودها، بل هي جزء لا يتجزأ منه، فهي لا تستطيع أن تعيش بمعزل عما يدور في المجتمع، فهناك الكثير من المشاكل التي تواجه العملية التعليمية داخل المدرسة، قد تكون الحلول اللازمة لها تقع خارجها، ولذلك فقد أنشأت مجالس الآباء والمعلمين والمجالس المدرسية، بدافع إيجاد قنوات اتصال دائمة بين المدرسة والمجتمع، وهناك الكثير من الأنشطة والبرامج المدرسية التي يمكن لأولياء الأمور المشاركة فيها، من أجل توثيق الصلة فيما بينهما، وعليه فقد أنشأت التربية الحديثة ما يعرف بمجالس أولياء الأمور، حيث تعتبر هذه الأخيرة بمثابة الجسر الذي يوصل المدرسة بالمجتمع(اللهواني، 2007، ص 26-27).
وهناك شراكة حقيقة وتكاملية بين البيت والمدرسة فإن كانت هذه الشراكة فاعلة فقد أنشئت أفراداً ذوي تربية وتعليم وسلوك أكثر فاعلية وإنتاجاً أكثر. وينبغي أن تكون هذه الشراكة على أسس من التفاهم، والتعاون، بهدف الارتقاء بمستوى الأبناء التعليمي والتربوي، وقد لا يتم ذلك إلاّ بادراك كلا الطرفين (الأسرة والمدرسة) لأهمية دور كل منهما في العملية التربوية والتعليمية. وهنا على الأسرة أن تكون على دراية بما تقوم به المدرسة وما تقدمه من رعاية وتعليم لأبنائها حتى تساعد في تحقيق الأهداف... ولا يتم ذلك إلاّ بزيارة الأسرة أو أحد أفرادها المدرسة لتتعرف عليها وعلى برامجها. وكذلك أن تدرك الأسرة قيمة العلم وأهميته وتعمل على نجاح البرامج الإرشادية والتعليمية للطلبة، فالأسرة يجب أن تعرف برامج الطلبة، مستواهم، أدائهم، وكيف يتعلمون، وكذلك على الأسرة متابعة سلوك الأبناء في المدرسة وخارجها، فكثير من الأطفال قد يتعلموا سلوك انحرافي من زملاءهم في المدرسة في حالة غياب دور الأهل. والأسرة تتابع الطلبة الصغار من خلال دفاتر العلامات والوظائف وغيرها ممن يكتبها المعلم على دفتر الطالب... وعليها أي الأسرة كذلك إثارة الدافعية للتعلم لأنها عنصر هام في نجاح الطالب الدراسي، كما أن على الأسرة تعزيز دور المدرسة في البرامج والأنشطة التي تقدمها، حتى تكون شريك فاعل في التربية والتعليم والإعداد للحياة، ثم تراقب الطالب وتلاحظه في كل مناحي سلوكه -تراقب أصدقاءه، تحصيله، تساعده على أداء امتحاناته...- وهذا لا يتم دون تواصل مثمر مع المدرسة... ولعل المدرسة في حاجة ماسة للأهل والأسرة لكي تقوم بدورها، فلم يعد دورها معزولاً عن المجتمع، ولم تعد مغلقةً الأبواب في وجهه. فمن خلال مجالس الآباء والأمهات وفتح باب الحوار والمناقشة لقضايا كثيرة وهامة يكون هناك وعي من قبل الأسرة والمدرسة بأنهما يشتركان في علاج ظاهرة من الظواهر مثلاً كالغياب، التحصيل المدرسي، وما إلى ذلك من مظاهر سلوكية أو انحرافية مثلاً(مؤتمن، 2002، ص 30-32).
مهام أولياء الأمور تجاه العملية التعليمية:
هناك العديد من المهام الملقاة على عاتق أولياء الأمور تجاه المدرسة منها:
1- العمل على زيادة وعي المجتمع المحلي واهتمامه بالتعليم.
2- تكتيك اتجاهات الآباء نحو الاهتمام بتعليم أبنائهم.
3- مساعدة المدرسة في حل الكثير من المشكلات المتعلقة بالنظام والانقطاع عن المدرسة والتأخر الدراسي، وجنوح التلاميذ،... .
وهناك العديد من الأنشطة التي قد يشارك فيها أولياء الأمور المدرسة، من خلال عقد ندوات لأولياء الأمور بين حين إلى آخر لتبصيرهم بمواطن الضعف التحصيلي لدى أبنائهم وطرق علاجها، وأهمية النشاط في تكوين شخصية الطالب، كما قد يكون من المفيد إشراك أولياء الأمور في النشاط المدرسي مع أبنائهم كالرحلات المدرسية في كشف مواهب أبنائهم...الخ(اللهواني، 2007، ص28).
ماهية المتابعة " الاتصال":
هي عملية حيوية وضرورية وهامة لا غنى للأفراد أو المؤسسات عنها، فمن خلالها يتم تبادل التفاهم والتفاعل بين الكائنات البشرية، وهي الوسيلة التي تنتقل بها الأفكار والمشاعر والآراء من شخص إلى آخر أو جماعة( أبو عرقوب، 1993،ص15).
صور المتابعة وأشكالها:
هناك العديد من الوسائل المختلفة التي تعمل على تحقيق التواصل بين الأسرة والمدرسة ومن هذه الوسائل ما يلي:
أ. اتصالات مكتوبة: وهي مخاطبة موجهه للأب، أو ولي الأمر بلغة موجزة ودقيقة تعبر عن وضع معين لدى الطالب ومنها:
1- التقارير: تعد معلومات مهمة لولي الأمر من حيث امتلاك الطالب لمفاهيم أو مهارات معينة أو مستوى تحصيلي، أو سلوك معين ترغب المدرسة مناقشته، وإعلام ولي الأمر به، كما يمكن أن يكون فيه طلب مساعدة، لكي يستعد الطالب لمسابقة أو مجال معين، يتطلب من الأسرة إكماله مع المدرسة لتحقيق النجاح المطلوب والمتميز.
2- - الإعلانات، ومجلات حائط، والنشرات، والملصقات الهادفة لدعوه أولياء الأمور، أو مطويات تشير إلى مستوى الطلبة، وتقويمهم، وقد يشترك الطلبة في أداء هذه المطويات أو النشرات...
3- ملف للطالب يحوي معلومات وبيانات عن الطالب/ سلوكه، تقدمه، ضعفه، وما طرأ عليه من تغيير... (منشورات وزارة التربية والتعليم، 2004).
ب. اتصالات شفوية:
1. من خلال الهاتف: وهي وسيلة سريعة، وفيها إرسال رسالة قصيرة معبرة، عن مستوى الطالب، وما يستجد من أمور طارئة، أو بتبادل للرأي مع الأسرة بشأن نواحي دراسية أو سلوكية للطالب.
2. الدعوة الفردية: وهي لقاء فردي مع ولي الأمر يتم من خلاله مناقشة وضع الطالب فرديا إما مع مربي الصف، المدير، أو المرشد بشأن الطالب من الناحية الأكاديمية أو السلوكية...
3. الدعوة الجماعية: وفيها يتم مناقشة جماعة يشارك فيها أولياء الأمور مع المعلمين والإدارة، وفيها تحليل نتائج الأداء للطلبة، أو شرح بعض المعلومات الهامة لأولياء، الأمور...
4. لقاءات التعارف: وهي لقاءات بهدف إيجاد تفاعلات بين أولياء الأمور والمعلمين لمساعدة الطلبة على الوصول إلى نتاجات تربوية...
5. الاتصالات الشخصية: من خلال اللقاءات الشفوية أو الزيارات المنزلية التي عاده ما يقوم بها المرشد التربوي لتحقيق فهم للأسرة وكيفية تفاعل الطفل فيها أو أي هدف من الأهداف وحسب حالة الطالب..
6. الورش التدريبية: وهي تعمل على إكساب ولي الأمر مهارات أو معلومات من أجل تحقيق أهداف تربوية عامة تسعى المدرسة لتحقيقها.
ج- المجالس التعاونية:
1- مجالس الآباء والمعلمين وللأسف فإن الواقع يظهر أنها تكون شكلية، وتعقد مرة واحدة في العام رغم أن فلسفة هذه المجالس تهدف إلى تحسين أداء الطلبة وسلوكهم، وفيها يمكن مناقشة جوانب مثل الواجب البيتي، الغياب، السلوك للطالب، وبرامج المدرسة.
2- مجالس الطلبة: وهي مجالس بين الطلبة، والمعلمين، والإدارة، للوصول إلى فهم مشترك للنتائج المدرسية، آلية التقويم، ملاحظة الطلبة وأدائهم.
3- المؤتمرات: من خلالها تناقش جوانب هامة ذات أثر على الطالب، وتحصيله وسلوكية وقد تكون فصلية أو سنوية، ويعد لها لكي تكون ناجحة إعداداً مناسباً...
4- الوسائل التكنولوجية: ومن خلالها يمكن الاتصال حيث أصبحت هذه الوسائل منتشرة بفعل ثورة الاتصالات والانترنت( الخوالدي، 2000، ص 22-25).
معوقات المتابعة:
هناك مجموعة من المعوقات التي تحد من متابعة أولياء الأمور لتحصيل أبنائهم وهي:
1- انشغال أولياء الأمور.
2- عدم اختيار إدارة المدرسة للأوقات المناسبة للاجتماعات بأولياء الأمور.
3- تركيز إدارة المدرسة على الجانب المادي كجمع التبرعات من أولياء الأمور.
4- عدم وجود التوعية الكافية بأهداف التعاون بين المدرسة والمجتمع.
5- التركيز على أمور لا تهم أولياء الأمور.
6- قلة التعاون في إعداد جدول الأعمال من قبل الآباء(اللهواني، 2007، ص36).
هذا بشكل عام، وهناك معوقات تخص المعلم وولي الأمر، فالعلاقة بين المعلم وولي الأمر يجب أن يكون أساسها التعاون، والتفاهم المتبادل، ولكن في بعض الأوقات ينشأ صراع بين المعلم وأولياء الأمور حينما تختلف التوجهات، فالمعلم يعتبر نفسه صاحب مهنة ومتخصص في شؤون التربية، بينما كثير من أولياء الأمور ليس لديهم الخلفية المهنية لدور المعلم، فتدخل أولياء الأمور في مجال عمله، قد ينشأ صراعا بينهما، ويحد من العلاقة التعاونية فيما بينهما(النصار، 1425، ص33).
أهمية التواصل بين أولياء الأمور والمدرسة:
إن المدرسة التي تنجح في التواصل مع الأهل تقدم لهم المعلومة التي يحتاجونها، وتعطيهم الخبرة والمهارة على التعامل السليم مع الأطفال خاصةً في فترات حاسمة في حياتهم كالمراهقة مثلاً... فقد يحتاج الوالدين لمعلومات ومهارات في هذا الجانب... والمدرسة بحاجة إلى معلومات عن طفولة هذا الطفل، ونمط التربية التي تلقاها في البيت، وبحاجة إلى معرفة خصائص هذا الطفل الاجتماعية، الانفعالية، السلوكية، ومن اجل تنمية البرامج التي تساعده على النجاح الأكاديمي والتربوي. فكثيراً ما يحتاج المرشد النفسي للأهل لأخذ معلومات منهم أو لإكمال برنامج علاجي للطفل، أنها شراكة حقيقية وأنها من أهم الشراكات التي نراها في حياتنا فهي شراكه في استثمار عقول الأبناء وإعدادهم للمستقبل! إن غياب التواصل بين البيت والمدرسة في أحيان كثيرة يؤدي إلى العديد من المشكلات للطفل وإذا زاد هذا الغياب في التواصل ربما تكون نتائجه خطرة جداً، فقد يتعلم الكثير من الطلبة أنواع مختلفة من الانحرافات كالمخدرات، وشرب الكحول، والمؤثرات العقلية الأخرى ذات الأثر الخطير على الطفل... فغياب هذه الشراكة، وغياب الوعي عن أهميتها ربما تكون نتائجه خطيرة، وهامة على المجتمع(سيد وإبراهيم، 1985).
الأضرار الناتجة عن عدم التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة:
إن النتائج السلبية الناتجة عن عدم التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة تعود بأثر سلبي على الطالب والبيت والمدرسة والمجتمع ، فالطالب لا يدرك مصلحته وبالتالي لابد من متابعته وتوجيهه من قبل البيت. وهناك العديد من الوسائل والأساليب المقترحة لتفعيل التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة نظراً لأهمية التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة وذلك لما يحققه ذلك من آثار إيجابية على تربية النشء تربية صالحة تجعله شخص نافع لنفسه ولأسرته ومجتمعه وعلى ضوء ذلك لابد من البحث عن الأساليب المناسبة التي تجعل من ولي الأمر يدرك أهمية المتابعة والتعاون مع المدرسة .
1- التواصل المستمر مع أولياء الأمور وتنشيط العلاقة معهم ودعوتهم للمشاركة في المناشط والبرامج المختلفة والاحتفالات .
2- إشعار أولياء الأمور بمستوى أبنائهم التحصيلي والسلوكي أولاً بأول والتعاون معهم لحل مشكلات أبنائهم.
3- تكريم الطلاب المتفوقين في التحصيل العلمي والمتميزين في الأنشطة المدرسية وذلك بحضور أولياء أمورهم.
4- الاهتمام بعلاج الطلاب المتأخرين دراسياً بمشاركة أولياء الأمور.
5- تكريم أولياء الأمور المتواصلين والبارزين والمتعاونين مع المدارس في المناسبات المختلفة.
6- تفعيل دور مجالس الآباء للإسهام في توثيق الصلة بين البيت والمدرسة حيث أن مجالس الآباء في الواقع تعتبر من أهم الآليات المناسبة لتوثيق العلاقة بين البيت بالمدرسة.
7- تكثيف الندوات والمحاضرات وحملات التوعية لأولياء الأمور لتوضيح أهمية التعاون مع المدارس وزيارتها وفوائدها لأبنائهم الطلاب وتوضيح الأضرار الناجمة عن عدم التعاون والتواصل مع المدارس التي تنعكس على أبنائهم.
8- تفعيل مذكرة الواجبات المدرسية باعتبارها من أهم الروابط بين البيت والمدرسة.
9- تكريم آباء الطلاب المتميزين بتوجيه خطابات الشكر والتقدير.
10-إشراك الآباء في المجالس المدرسية وقبول آرائهم ومقترحاتهم البناءة.
مقدمة:
يعتبر التعليم العامل المحرك والمنشط لحركة التغيير المطلوبة في أي مجتمع من المجتمعات، فالتعليم ضرورة لازمة بل ملحة بالنسبة للمجتمعات النامية إذا ما أرادت اللحاق بركب الحضارة الإنسانية، كما أن التعليم لم يعد هدفه محو الأمية كما كان في الماضي، بل أصبح نوعا من الاستثمار الاجتماعي للإنسان، للإفادة منه في تحقيق أهداف التغيير التي يرنو إليها المجتمع. حيث يشهد العالم الآن ثورة هائلة في التكنولوجيا والمعلومات والتقدم العلمي، بحيث أصبح التنافس بين القوى في العالم يرتكز على القوة الاقتصادية والقدرات العلمية والتكنولوجية وامكاناتها. ولمواكبة هذه المنافسة والتفوق فيها فنحن بحاجة إلى مدارس جديدة، تتميز بأنها مدرسة بلا أسوار، تكون متصلة عضويا بالمجتمع وبما حولها من مؤسسات، ومرتبطة بحياة الأفراد، ومتصلة بقواعد الإنتاج، أي مدرسة متطورة في أهدافها ومحتواها وأساليبها (أحمد: 2001 ،ص1).
إن تفحص عملية التحصيل الدراسي بنظرة تحليلية، وما يرتبط بها من عوامل عديدة تؤثر فيها بحيث تشكل الأهمية القصوى, ذلك أن معرفة هذه العوامل وآثارها على التحصيل الدراسي يمكن معرفة ما يعوق تلك العملية، ودراسة الطرائق والأساليب المناسبة لتفادي المعوقات والوصول بالتحصيل الدراسي إلى أقصى حد ممكن. ولما كان من الطبيعي أن أي إصلاح تربوي يجب أن يبدأ بمحاولة رصد الواقع بانجازاته ونواحي قصوره، كان يجب عليه أن يواكب التطور في التربية تطورا مماثلا في رفع الأداء الدراسي للوصول إلى مستوى عال من التحصيل العلمي للطلاب( حمودي: 2009،ص 9).
وفي اجتماعيات التربية يكثر استعمال جملة الظروف والمؤثرات الاجتماعية المباشرة كالأسرة والمدرسة...في تأثيرها على التفوق أو القصور الدراسي على اعتبار أنهما لا يظهران في عزلة عن تلك السياقات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية...التي تشكل المناخ التربوي العام المساعد لإفراز التفوق أو القصور الدراسي. إلا أن أهم المناخات وأكثرها تأثيرا على التحصيل الدراسي هو المناخ الأسري المتمثل في مستوى ثقافة الأسرة وإمكاناتها ومدى قدرتها على مساعدة الطالب في تحصيله الدراسي, وكذلك توفر المناخ الأسري المهيأ للتحصيل والقائم على التفاعلات الايجابية بين التلميذ ووالديه وأخوته فضلا عن الرعاية والتوجيه الايجابي الأسري للأبناء كلها لذا فهذه الظروف كلها وعوامل وجودها يؤديا معا الى تحقيق التفوق(عبد الرحمن، 2000،ص 317-318).
ترجع عوامل النجاح أو الفشل إلى جملة من الأسباب التي تعمل جميعها في كل واحد، كنسق من العوامل السببية البنيوية التي تؤثر تأثيرا غير مرئي في سلوك الطلاب واتجاهاتهم ومن ثم في نجاحهم أو رسوبهم أو انقطاعهم عن مواصلة التعليم بعد فترة معينة( علي، 1995،ص 173).
وتعتبر الأسرة الإطار الأساسي للتفاعل بين الوالدين والأبناء، فالأسرة هي المجتمع الأول الذي يواجه الطفل ويترك فيه الأثر الاجتماعي الأول، حيث تلعب الأسرة دوراً أساسياً في تكوين سمات الشخصية السوية أو المضطربة، إذ إن الطفل يعيش مع والديه ويتمثل قيمهما ومثلهما الاجتماعية، ويتوحد بهما في صورتهما المثالية من خلال التفاعل المستمر بينه وبينهما، والأسرة هي الإطار الأساسي للتفاعل بين الوالدين والأبناء، وبالتالي فإن ما يكتسبه الناشئ هو تعلم يتم عن طريق ملاحظته لسلوك أفراد أسرته وتأثره باستجاباتهم(أبوليلة:2002:ص23).
والأسرة هي أول جماعة يعيشها الطفل، وهي الوعاء التربوي الذي تتشكل بداخله شخصيته، وبهذا فهي تمارس عمليات تربوية هادفة، لتحقيق نمو الفرد والمجتمع، فالعلاقة بين الأسرة والمؤسسات الاجتماعية الأخرى وثيقة ومتبادلة، فالأسرة إلى جانب وظيفتها الاجتماعية لها أثرها على النمو النفسي والاجتماعي والعقلي، وهي تحدد بدرجة كبيرة إذا كان الطفل سينمو نموا عقليا سليما أو غير سليم، وهي مسئولة إلى حد كبير عن سماته الشخصية والفكرية التي يدخل فيها عنصر التعلم( بلبيسي:2005: ص325).
وللآباء دورهم في التوجيه والإرشاد الفكري والثقافي للأبناء، وعندما يهيئ الآباء لأبنائهم الظروف المناسبة فإن نسبة معرفتهم بالأمور تزداد، وقدراتهم العقلية تتطور ويتسع نطاق تفاعلهم الاجتماعي، ويجب على الوالدين تشجيع أبنائهم على استثمار ما لديهم من قدرات ومهارات مختلفة وتنمية هذه القدرات ليستخدموها فيما ينفعهم ويفيدهم، ويفضل أن يبدأ الوالدين بالاهتمام بهذا الجانب منذ مراحل الطفولة الأولى وما بعدها، حتى يعرف الإبن ما يدور في البيئة وما يحدث فيها وتكون لديه ملكة التفكير والحكم على الأشياء وتقديرها، وحتى يتمكن من الإضافة إلى خبراته بواسطة تشجيع الوالدين وتوجيههم العقلي والثقافي( مجلة كلية التربية، 2001،ص 175-176).
العلاقة بين المجتمع والمدرسة:
إن العلاقة بين المجتمع والمدرسة هي علاقة تبادلية يجب أن توثق حتى تخدم الطرفين الطرفين، فالمدرسة هي مؤسسة اجتماعية داخل المجتمع، وجدت لتعليم أبنائه وحفظ تراثه، وقيادته للتغيير الذي يؤدي إلى تقدمه وازدهاره، فالمدرسة وجدت لتحقيق حاجات المجتمع وتفسيرها، حيث أن تفسير البرنامج المدرسي للمجتمع أمر حيوي لتلقي الدعم منه، فالمدرسة داخل هذا الجسم الاجتماعي ليست منعزلة في وجودها، بل هي جزء لا يتجزأ منه، فهي لا تستطيع أن تعيش بمعزل عما يدور في المجتمع، فهناك الكثير من المشاكل التي تواجه العملية التعليمية داخل المدرسة، قد تكون الحلول اللازمة لها تقع خارجها، ولذلك فقد أنشأت مجالس الآباء والمعلمين والمجالس المدرسية، بدافع إيجاد قنوات اتصال دائمة بين المدرسة والمجتمع، وهناك الكثير من الأنشطة والبرامج المدرسية التي يمكن لأولياء الأمور المشاركة فيها، من أجل توثيق الصلة فيما بينهما، وعليه فقد أنشأت التربية الحديثة ما يعرف بمجالس أولياء الأمور، حيث تعتبر هذه الأخيرة بمثابة الجسر الذي يوصل المدرسة بالمجتمع(اللهواني، 2007، ص 26-27).
وهناك شراكة حقيقة وتكاملية بين البيت والمدرسة فإن كانت هذه الشراكة فاعلة فقد أنشئت أفراداً ذوي تربية وتعليم وسلوك أكثر فاعلية وإنتاجاً أكثر. وينبغي أن تكون هذه الشراكة على أسس من التفاهم، والتعاون، بهدف الارتقاء بمستوى الأبناء التعليمي والتربوي، وقد لا يتم ذلك إلاّ بادراك كلا الطرفين (الأسرة والمدرسة) لأهمية دور كل منهما في العملية التربوية والتعليمية. وهنا على الأسرة أن تكون على دراية بما تقوم به المدرسة وما تقدمه من رعاية وتعليم لأبنائها حتى تساعد في تحقيق الأهداف... ولا يتم ذلك إلاّ بزيارة الأسرة أو أحد أفرادها المدرسة لتتعرف عليها وعلى برامجها. وكذلك أن تدرك الأسرة قيمة العلم وأهميته وتعمل على نجاح البرامج الإرشادية والتعليمية للطلبة، فالأسرة يجب أن تعرف برامج الطلبة، مستواهم، أدائهم، وكيف يتعلمون، وكذلك على الأسرة متابعة سلوك الأبناء في المدرسة وخارجها، فكثير من الأطفال قد يتعلموا سلوك انحرافي من زملاءهم في المدرسة في حالة غياب دور الأهل. والأسرة تتابع الطلبة الصغار من خلال دفاتر العلامات والوظائف وغيرها ممن يكتبها المعلم على دفتر الطالب... وعليها أي الأسرة كذلك إثارة الدافعية للتعلم لأنها عنصر هام في نجاح الطالب الدراسي، كما أن على الأسرة تعزيز دور المدرسة في البرامج والأنشطة التي تقدمها، حتى تكون شريك فاعل في التربية والتعليم والإعداد للحياة، ثم تراقب الطالب وتلاحظه في كل مناحي سلوكه -تراقب أصدقاءه، تحصيله، تساعده على أداء امتحاناته...- وهذا لا يتم دون تواصل مثمر مع المدرسة... ولعل المدرسة في حاجة ماسة للأهل والأسرة لكي تقوم بدورها، فلم يعد دورها معزولاً عن المجتمع، ولم تعد مغلقةً الأبواب في وجهه. فمن خلال مجالس الآباء والأمهات وفتح باب الحوار والمناقشة لقضايا كثيرة وهامة يكون هناك وعي من قبل الأسرة والمدرسة بأنهما يشتركان في علاج ظاهرة من الظواهر مثلاً كالغياب، التحصيل المدرسي، وما إلى ذلك من مظاهر سلوكية أو انحرافية مثلاً(مؤتمن، 2002، ص 30-32).
مهام أولياء الأمور تجاه العملية التعليمية:
هناك العديد من المهام الملقاة على عاتق أولياء الأمور تجاه المدرسة منها:
1- العمل على زيادة وعي المجتمع المحلي واهتمامه بالتعليم.
2- تكتيك اتجاهات الآباء نحو الاهتمام بتعليم أبنائهم.
3- مساعدة المدرسة في حل الكثير من المشكلات المتعلقة بالنظام والانقطاع عن المدرسة والتأخر الدراسي، وجنوح التلاميذ،... .
وهناك العديد من الأنشطة التي قد يشارك فيها أولياء الأمور المدرسة، من خلال عقد ندوات لأولياء الأمور بين حين إلى آخر لتبصيرهم بمواطن الضعف التحصيلي لدى أبنائهم وطرق علاجها، وأهمية النشاط في تكوين شخصية الطالب، كما قد يكون من المفيد إشراك أولياء الأمور في النشاط المدرسي مع أبنائهم كالرحلات المدرسية في كشف مواهب أبنائهم...الخ(اللهواني، 2007، ص28).
ماهية المتابعة " الاتصال":
هي عملية حيوية وضرورية وهامة لا غنى للأفراد أو المؤسسات عنها، فمن خلالها يتم تبادل التفاهم والتفاعل بين الكائنات البشرية، وهي الوسيلة التي تنتقل بها الأفكار والمشاعر والآراء من شخص إلى آخر أو جماعة( أبو عرقوب، 1993،ص15).
صور المتابعة وأشكالها:
هناك العديد من الوسائل المختلفة التي تعمل على تحقيق التواصل بين الأسرة والمدرسة ومن هذه الوسائل ما يلي:
أ. اتصالات مكتوبة: وهي مخاطبة موجهه للأب، أو ولي الأمر بلغة موجزة ودقيقة تعبر عن وضع معين لدى الطالب ومنها:
1- التقارير: تعد معلومات مهمة لولي الأمر من حيث امتلاك الطالب لمفاهيم أو مهارات معينة أو مستوى تحصيلي، أو سلوك معين ترغب المدرسة مناقشته، وإعلام ولي الأمر به، كما يمكن أن يكون فيه طلب مساعدة، لكي يستعد الطالب لمسابقة أو مجال معين، يتطلب من الأسرة إكماله مع المدرسة لتحقيق النجاح المطلوب والمتميز.
2- - الإعلانات، ومجلات حائط، والنشرات، والملصقات الهادفة لدعوه أولياء الأمور، أو مطويات تشير إلى مستوى الطلبة، وتقويمهم، وقد يشترك الطلبة في أداء هذه المطويات أو النشرات...
3- ملف للطالب يحوي معلومات وبيانات عن الطالب/ سلوكه، تقدمه، ضعفه، وما طرأ عليه من تغيير... (منشورات وزارة التربية والتعليم، 2004).
ب. اتصالات شفوية:
1. من خلال الهاتف: وهي وسيلة سريعة، وفيها إرسال رسالة قصيرة معبرة، عن مستوى الطالب، وما يستجد من أمور طارئة، أو بتبادل للرأي مع الأسرة بشأن نواحي دراسية أو سلوكية للطالب.
2. الدعوة الفردية: وهي لقاء فردي مع ولي الأمر يتم من خلاله مناقشة وضع الطالب فرديا إما مع مربي الصف، المدير، أو المرشد بشأن الطالب من الناحية الأكاديمية أو السلوكية...
3. الدعوة الجماعية: وفيها يتم مناقشة جماعة يشارك فيها أولياء الأمور مع المعلمين والإدارة، وفيها تحليل نتائج الأداء للطلبة، أو شرح بعض المعلومات الهامة لأولياء، الأمور...
4. لقاءات التعارف: وهي لقاءات بهدف إيجاد تفاعلات بين أولياء الأمور والمعلمين لمساعدة الطلبة على الوصول إلى نتاجات تربوية...
5. الاتصالات الشخصية: من خلال اللقاءات الشفوية أو الزيارات المنزلية التي عاده ما يقوم بها المرشد التربوي لتحقيق فهم للأسرة وكيفية تفاعل الطفل فيها أو أي هدف من الأهداف وحسب حالة الطالب..
6. الورش التدريبية: وهي تعمل على إكساب ولي الأمر مهارات أو معلومات من أجل تحقيق أهداف تربوية عامة تسعى المدرسة لتحقيقها.
ج- المجالس التعاونية:
1- مجالس الآباء والمعلمين وللأسف فإن الواقع يظهر أنها تكون شكلية، وتعقد مرة واحدة في العام رغم أن فلسفة هذه المجالس تهدف إلى تحسين أداء الطلبة وسلوكهم، وفيها يمكن مناقشة جوانب مثل الواجب البيتي، الغياب، السلوك للطالب، وبرامج المدرسة.
2- مجالس الطلبة: وهي مجالس بين الطلبة، والمعلمين، والإدارة، للوصول إلى فهم مشترك للنتائج المدرسية، آلية التقويم، ملاحظة الطلبة وأدائهم.
3- المؤتمرات: من خلالها تناقش جوانب هامة ذات أثر على الطالب، وتحصيله وسلوكية وقد تكون فصلية أو سنوية، ويعد لها لكي تكون ناجحة إعداداً مناسباً...
4- الوسائل التكنولوجية: ومن خلالها يمكن الاتصال حيث أصبحت هذه الوسائل منتشرة بفعل ثورة الاتصالات والانترنت( الخوالدي، 2000، ص 22-25).
معوقات المتابعة:
هناك مجموعة من المعوقات التي تحد من متابعة أولياء الأمور لتحصيل أبنائهم وهي:
1- انشغال أولياء الأمور.
2- عدم اختيار إدارة المدرسة للأوقات المناسبة للاجتماعات بأولياء الأمور.
3- تركيز إدارة المدرسة على الجانب المادي كجمع التبرعات من أولياء الأمور.
4- عدم وجود التوعية الكافية بأهداف التعاون بين المدرسة والمجتمع.
5- التركيز على أمور لا تهم أولياء الأمور.
6- قلة التعاون في إعداد جدول الأعمال من قبل الآباء(اللهواني، 2007، ص36).
هذا بشكل عام، وهناك معوقات تخص المعلم وولي الأمر، فالعلاقة بين المعلم وولي الأمر يجب أن يكون أساسها التعاون، والتفاهم المتبادل، ولكن في بعض الأوقات ينشأ صراع بين المعلم وأولياء الأمور حينما تختلف التوجهات، فالمعلم يعتبر نفسه صاحب مهنة ومتخصص في شؤون التربية، بينما كثير من أولياء الأمور ليس لديهم الخلفية المهنية لدور المعلم، فتدخل أولياء الأمور في مجال عمله، قد ينشأ صراعا بينهما، ويحد من العلاقة التعاونية فيما بينهما(النصار، 1425، ص33).
أهمية التواصل بين أولياء الأمور والمدرسة:
إن المدرسة التي تنجح في التواصل مع الأهل تقدم لهم المعلومة التي يحتاجونها، وتعطيهم الخبرة والمهارة على التعامل السليم مع الأطفال خاصةً في فترات حاسمة في حياتهم كالمراهقة مثلاً... فقد يحتاج الوالدين لمعلومات ومهارات في هذا الجانب... والمدرسة بحاجة إلى معلومات عن طفولة هذا الطفل، ونمط التربية التي تلقاها في البيت، وبحاجة إلى معرفة خصائص هذا الطفل الاجتماعية، الانفعالية، السلوكية، ومن اجل تنمية البرامج التي تساعده على النجاح الأكاديمي والتربوي. فكثيراً ما يحتاج المرشد النفسي للأهل لأخذ معلومات منهم أو لإكمال برنامج علاجي للطفل، أنها شراكة حقيقية وأنها من أهم الشراكات التي نراها في حياتنا فهي شراكه في استثمار عقول الأبناء وإعدادهم للمستقبل! إن غياب التواصل بين البيت والمدرسة في أحيان كثيرة يؤدي إلى العديد من المشكلات للطفل وإذا زاد هذا الغياب في التواصل ربما تكون نتائجه خطرة جداً، فقد يتعلم الكثير من الطلبة أنواع مختلفة من الانحرافات كالمخدرات، وشرب الكحول، والمؤثرات العقلية الأخرى ذات الأثر الخطير على الطفل... فغياب هذه الشراكة، وغياب الوعي عن أهميتها ربما تكون نتائجه خطيرة، وهامة على المجتمع(سيد وإبراهيم، 1985).
الأضرار الناتجة عن عدم التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة:
إن النتائج السلبية الناتجة عن عدم التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة تعود بأثر سلبي على الطالب والبيت والمدرسة والمجتمع ، فالطالب لا يدرك مصلحته وبالتالي لابد من متابعته وتوجيهه من قبل البيت. وهناك العديد من الوسائل والأساليب المقترحة لتفعيل التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة نظراً لأهمية التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة وذلك لما يحققه ذلك من آثار إيجابية على تربية النشء تربية صالحة تجعله شخص نافع لنفسه ولأسرته ومجتمعه وعلى ضوء ذلك لابد من البحث عن الأساليب المناسبة التي تجعل من ولي الأمر يدرك أهمية المتابعة والتعاون مع المدرسة .
1- التواصل المستمر مع أولياء الأمور وتنشيط العلاقة معهم ودعوتهم للمشاركة في المناشط والبرامج المختلفة والاحتفالات .
2- إشعار أولياء الأمور بمستوى أبنائهم التحصيلي والسلوكي أولاً بأول والتعاون معهم لحل مشكلات أبنائهم.
3- تكريم الطلاب المتفوقين في التحصيل العلمي والمتميزين في الأنشطة المدرسية وذلك بحضور أولياء أمورهم.
4- الاهتمام بعلاج الطلاب المتأخرين دراسياً بمشاركة أولياء الأمور.
5- تكريم أولياء الأمور المتواصلين والبارزين والمتعاونين مع المدارس في المناسبات المختلفة.
6- تفعيل دور مجالس الآباء للإسهام في توثيق الصلة بين البيت والمدرسة حيث أن مجالس الآباء في الواقع تعتبر من أهم الآليات المناسبة لتوثيق العلاقة بين البيت بالمدرسة.
7- تكثيف الندوات والمحاضرات وحملات التوعية لأولياء الأمور لتوضيح أهمية التعاون مع المدارس وزيارتها وفوائدها لأبنائهم الطلاب وتوضيح الأضرار الناجمة عن عدم التعاون والتواصل مع المدارس التي تنعكس على أبنائهم.
8- تفعيل مذكرة الواجبات المدرسية باعتبارها من أهم الروابط بين البيت والمدرسة.
9- تكريم آباء الطلاب المتميزين بتوجيه خطابات الشكر والتقدير.
10-إشراك الآباء في المجالس المدرسية وقبول آرائهم ومقترحاتهم البناءة.
الأربعاء أكتوبر 03, 2012 11:02 am من طرف waj3anayat
» جدد طاقتك
الأحد سبتمبر 30, 2012 11:56 pm من طرف waj3anayat
» مدرسة ابوذر الغفاري
الخميس يونيو 14, 2012 11:47 am من طرف حسن
» اسئلة الارشاد للعام الماضي 2012
الإثنين مايو 14, 2012 10:26 am من طرف حسن
» جولة تفتيشية لمتابعة ظاهرة عمالة الأطفال
الإثنين أبريل 23, 2012 1:20 pm من طرف حسن
» احتفال مركزي بيوم الطفل الفلسطيني
الإثنين أبريل 16, 2012 9:31 am من طرف حسن
» العضو ام بيان
الأحد مارس 18, 2012 10:14 am من طرف Admin
» تهنئة بمناسبة يوم المرأة العالمي
الثلاثاء مارس 06, 2012 10:01 am من طرف Admin
» سوزان ، يمان محمود ، و. جميل
الثلاثاء مارس 06, 2012 9:52 am من طرف Admin