خاطرة

خاطرة معبرة
عندما مَرَّتِ الغُيومُ فوقَ المَزارعِ الخَضراء قالت غَيمةٌ لصديقِتها : ماذا تَنتَظِرين ؟ هَيّا رُشّي هذا الحقلَ بالمَطر .
فأجابت صديقتها : ليس هُنا يا صديقتي ، سوف أنتظِرُ الرِيحَ لِتَحمِلَني إلى الحُقولِ البعيدة .
فقالت الغيمة : ماذا ؟! أنتِ تَقومينَ برِحلةٍ إذَن ؟! فأجابت صديقتها : نعم يا عزيزتي ، هناك خَلفَ تلكِ الجبالِ حَقلٌ رائعٌ جداً ، تعالَي لِنذهبَ معاً .
فانطَلقَتِ الغَيمَتانِ في الفَضاءِ ، ومَرَّتا فوقَ حُقولٍ كثيرة ، وعَبَرتا تِلالاً عديدة ، وعندما صارَتا فوقَ القِمَمِ الشاهِقَة لاحَت لهما حُقولٌ واسعةٌ جميلةٌ ، يَتوسّطُها كوخٌ خَشَبي ، فقالت صديقتها : هذا كوخُ الفلاّح صاحبِ الحقل ، إنّه رجُلٌ طيّبُ القَلب ، يعَمَلُ في هِمّةٍ ونشاط .
سألت الغيمة : وهذه الأكواخُ الصغيرةُ الثلاثة ؟ فأجابت صديقتها : لهذا جئتُ إلى هنا ، واختَرتُ هذا الحقل .
فتعجّبت الغيمة قائلة : ماذا ؟! فأجابت صديقتها : نعم يا صديقتي ، فعندما يَحينُ مَوسِمُ الحَصاد يَجمَعُ الفلاّحُ مَحصولَهُ ويَخزِنُهُ في هذهِ الأكواخِ الصغيرة ، كوخٌ له ولِعيالهِ ، وكوخٌ يُوزّعُهُ على الفقراءِ والجِياع ، والثالثُ يَدَّخِرُه لِبَذارِ المَوسمِ القادِم .
قالت الغيمةُ متأثّرة : إنّه أكثرُ سَماحةً مِن كلِّ الغُيوم ، قالت ذلكَ ثمّ راحَت مع صديقتها تَهطِلُ مَطراً غَزيراً .